Posts

Showing posts from February, 2020

المجتمع المدني في قلب التحولات الاقليمية

Image
السيدات والسادة، الزميلات والزملاء، الصديقات والاصدقاء تحية وبعد بداية اسمحوا لي أن أتقدم بجزيل الشكر لتلبيتكم دعوة "شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية" لهذا المنتدى الذي يأتي في سياق التحضيرات للجمعية العمومية السنوية والتي ستنعقد لاحقا للاضاءة على التحديات والادوار المحتملة للمجتمع المدني واقرار استراتيجية للسنوات الاربع القادمة في ضوء هذه التحديات، وباسمكم ان اشكر القيمين على معهد عصام فارس لاتاحة المكان لنا لتنظيم هذا اللقاء. المجتمع المدني في قلب التحولات الاقليمية، هو العنوان الذي اخترناه لهذا المنتدى الاقليمي للمجتمع المدني، ينعقد المنتدى في ظل أحداث خطيرة وتحولات كبيرة تطرأ على الواقع الجيوسياسي للمنطقة نشهد فيه على تدخل قوى دولية وإقليمية كأني بها حرب كونية تُخاض في المنطقة من أجل السيطرة عليها وعلى مواردها الطبيعية في حين يفقدُ سكانُها قدرتهم على التأثير في مسار الاحداث ومجرياتها وفي قرارات اللاعبين الاساسيين. أذكر انني دعيت في اوكتوبر عام 2008 الى ندوة اقليمية من تنظيم هنريخ بل ومركز كارنيغي حول "تحديات المجتمع المدني في ظل نهوض قوى جدي...

ملاحظات حول مسودة البيان الوزاري

Image
بيروت في 4 شباط 2020 أثار تكليف الدكتور حسان دياب رئيساً للحكومة، لغطاً حول مدى إستقلاليته وقدرته على إدارة البلاد في ظل الازمة السياسية التي تعصف بها والتعامل مع انعكاساتها الخطيرة على الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ومن ثم شهدت مفاوضات التأليف التي استمرت خمسة أسابيع تجاذبات حول المحاصصة والتي مارسها اقطاب السلطة وكأن شيئا لم يحدث. وبنتيجة المحاصصة الحزبية والمذهبية وُلدت حكومة من أفراد يمثلون الأطراف الأصليون ويأتمرون بهم في حين بقوا هم خلف الستارة. مطالب الثورة التي مرّ على اندلاعها نيّف ومئة بتشكيل حكومة من سياسيين مستقلّين عن أحزاب المحاصصة الحزبية والمذهبية وخبراء في مجالاتهم لمعالجة أسباب الأزمة التي تسببت فيها الطبقة الحاكمة بمختلف مكوناتها وليس فقط التعامل مع نتائجها. لقد تسرّبت منذ أيام مسودة البيان الوزاري الذي تزمع الحكومة تقديمه الى البرلمان لأخذ الثقة على أساسه، وبناء عليه تُسجل بعض الملاحظات التالية: لا تستجسب المسودة لمتطلبات معالجة الازمة الشاملة التي يعيشها لبنان، ولا تستجيب لمطالب الثورة. وهي في مجملها صياغات انشائية عامة، لا تتضمن ال...

نحو تجديد نبض الثورة (رسالة راس السنة 2020)

Image
شكلت ثورة 17 تشرين اول منعطفا تاريخيا ستبقى تداعياته راسخة في مستقبل لبنان. تميزت هذه الثورة بلامركزية ساهمت بانتشارها على رقعة الوطن متجاوزرة الحواجز المناطقية والمذهبية والسياسية واضفت صورة مختلفة عن لبنان المنهك والمفتت والذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة. ثورة حظيت بدعم 93% من اللبنانيين فور انطلاقتها وتستمر في وجدان 67% منهم بعد مرور شهرين ونصف (حسب احصاءات ستات ايبسوس الاخيرة). إن التحركات الموضعية التي تستهدف بعض فروع لبعض المصارف والتركيز على بعض الوزراء الفاسدين للاحتجاج أمام منازلهم هو تعبير عن غضب الشارع المفجوع بالمصارف ودورها اولا والسياسيين الذين اوصلوا البلاد إلى الانهيار ثانيا لكن ذلك لا يحول دون الاستمرار بطرح القضايا السياسية الاساسية والأشمل، وبشكل خاص حول طبيعة النظام السياسي القائم على الطائفية والذي يعزز المحاصصة ويحمي الفساد، وعلى ضرورة استكمال قوانين استقلالية القضاء ومكافحة الفساد واعادة بناء السلطة من خلال انتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي جديد. كما أن الإستمرار بتجاهل مخاطر الدولة الأمنية والإقتصادية الموازية التي تدعم حزب الله بالإضافة إلى الثقافة ا...

الثورة في مواجهة الثورة المضادة

Image
زياد عبد الصمد ناشط سياسي ومدني هل هي صدفة أن تتزامن الغزوات الغوغائية على ساحات الإعتصام مع تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة؟ بالفعل، لقد تزامنت الغزوات الغوغائية مع احتدام التناقض بين أقطاب الحكم وفشلهم في الاتفاق على تركيبة وزارية تحافظ على المحاصصة ولكن كلّ من موقعه؛ فمنهم من تمسّك بالتسوية الرئاسية المشؤومة لأنها وسّعت نفوذه ومنهم من أراد الخروج منها لأنها ضيّقت عليه. إن فشل المحاولة الثانية لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة دستوريا إنما يعبّر عن تأزّم العلاقة بين أطراف السلطة على مستويين: أولا على مستوى عمق الانهيار الذي وصلت اليه البلاد وبلوغه مراحل متقدمة باتت معها المعالجات التقليدية التي جرت العادة على استخدامها غير كافية، وكلّما تأخر الحل كلّما ازدادت الامور تعقيدا، وفقدان ثقة أطراف المحاصصة المذهبية والحزبية فيما بينهم بعدما عبّرت عنها مواقف كل أحزاب السلطة. إن فشل التسوية الرئاسية دفع بهم إلى الاتفاق على التأليف قبل التكليف. لا بل تذهب خلافاتهم الى ما هو أبعد من شكل الحكومة وعدد أعضائها نحو مضمون المحاصصة في المقاعد الوزارية بما يضمن حصة ...

قرارات الحكومة اللبناني "الاّ"إصلاحية: جهلٌ أم تجاهل

Image
زياد عبد الصمد بعد خمسة أيام على الإحتجاجات العارمة التي طالت كل ساحات لبنان بمدنه وقراه وفي كل المحافظات من دون إستثناء وبمشاركة مئات ألوف من المواطنين والمواطنات في ظاهرة غير مسبوقة يشهدها البلد، وبعد ثلاثة أيام على المهلة التي طلبها رئيس الحكومة لكي يتقدم باقتراحات إصلاحية تعالج الخلل الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي تعاني منه البلاد، ولدت الحكومة "فأراً". أساساً لم يكن الحراك يتوقع من الحكومة أكثر مما جاءت به، فالمسؤولون في السلطة جزء من الأزمة وهم سببها من خلال ممارساتهم وسياساتهم على مدى العقود الماضية خاصة بعد إتمام الصفقة الرئاسية التي أدّت الى تعطيل ما تبقى من آليات الحكم في الدولة والمؤسسات. لم يعد أمام الحكومة الآن الا الاستقالة لاسيما بعدما عبر الحراك عن رفضه للمقترحات التي جاءت بها. وعليها ان تفسح المجال امام مرحلة انتقالية يقودها أشخاص مستقلون ذات كفاءات يكونوا أكثر حرصاً على المال العام ومصالح الوطن والدولة   الورقة التي تقدمت بها الحكومة ليست إصلاحية على الإطلاق ولا تستجيب لمطالب المحتجين، لا بل "هي المطالب التي طالبتُ فيها منذ سنتين" كما ج...

الثورة مستمرة حتى تحقيق مطالب الشعب

Image
زياد عبد الصمد يبدو أن "أهل النظام" لم يفهموا ما يجري من تحولّات كبرى في لبنان منذ إنطلاق ثورة الشعب في 17 تشرين أول. إستقالت الحكومة رغم كل الخطوط الحمر والتهديدات وممارسات السلطة وأحزابها، وتستمر الثورة مطالبةً بحكومة انتقالية من سياسيين مستقلّين عن أحزاب المحاصصة المذهبية والسياسية. يمرّ اليوم الخامس والعشرين ولا زال أداء السلطة قاصراً عن مواجهة تحديات المرحلة ما يؤكد صوابيّة الثورة عندما تطالب برحيل "الطبقة السياسية" التي توالت على السلطة منذ إتفاق الطائف وحتى الآن لأنها أعجز من أن تجد الحلول للخروج من الأزمة التي تسببت بها. أهل النظام في حالةٍ من الإرباك الواضح، فالمشاورات لتشكيل الحكومة تسير قبل الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة في تجاوز فاضح للصلاحيات الدستورية الممنوحة لرئيس الجمهورية ومحاولة مكشوفة للإلتفاف على مطالب الثورة بتشكيل حكومة لا تتمثل فيها أحزاب السلطة. هذا المطلب المشروع لا يلاقي موافقةً من قبل أحزاب شمولية كحزب الله والتيار الوطني الحر وحلفائهم الذين يسعون جاهدين لحماية التسوية الرئاسية التي أطاحت بها الثورة، وموقفهم هذا يدي...